الكيان الصهيوني والتجذيف عكس التيار..!

الكيان الصهيوني والتجذيف عكس التيار..!

  • الكيان الصهيوني والتجذيف عكس التيار..!

اخرى قبل 4 سنة

الكيان الصهيوني والتجذيف عكس التيار..!

د.عبد الرحيم جاموس

يعي الكيان الصهيوني جيدا منذ الفكرة، انه كيان غريب عن المنطقة وقد فرض عليها بمنطق القوة والغطرسة وسيادة ثقافة العنصرية والتوحش الاستعماري والإبادة والتطهير العرقي والتوسع والضم والاستيطان، رغم مرور اكثر من سبعين عام على نشأته والحروب التي فرضها على المنطقة والمواجهة والاشتباك المستمر له مع الشعب الفلسطيني لازال بكل مكوناته السياسية ونخبه المتحكمة والمتنافسة على الحكم فيه تسيطر عليهم فكرة استمرار التوسع والضم وانكار الشعب الفلسطيني وحقوقه في حدها الأدنى كما صاغها النظام الدولي غير العادل في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م، أي بما يعني ويوجب انهاء الاحتلال وكنس الاستيطان وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته في مقابل التوصل إلى تسوية شاملة والدخول في علاقات سلمية مع المنطقة، إلا أن النخب المتحكمة فيه بغض النظر عن توصيفها من اليمين إلى اليسار لم تتخلَّ عن فلسفتها السياسية الصهيونية الجامعة والموجهة لها ولجمهور المستوطنين، ظنا منهم أن يتمكن الكيان الصهيوني من السيطرة على الارض وفرض سياسة التمييز العنصري على الفلسطينيين ومتابعة سياسات التوسع والضم لأراضيهم من جهة، والفوز بإقامة علاقات سياسية وديبلوماسية واقتصادية طبيعية مع المحيط العربي من جهة اخرى،.. ظناً منه أن الدعم التاريخي والمستمر من قبل القوى الغربية المنشئة له وفي مقدمتها وعلى رأسها الولايات المتحدة في زمن دونالد ترامب، وما يتوفر عليه من عناصر تفوق في القوة العسكرية والتقنية وفي ظل حالة الضعف العربي، أن يتمكن من تحقيق اهدافه الفاشية والاستعمارية وان يفرض رؤيته في التوسع والضم على الشعب الفلسطيني اولا وعلى المحيط العربي والدولي ثانيا، غير مكترث لأي رد فعل فلسطيني أو عربي أو دولي متوقع.

فقد حذرت المستشرقة الإسرائيلية (كاسينيا سيفاتلو الخبيرة بالشؤن العربية) في مقال لها نشر يوم 15/04 الجاري من ردِ الفعل على هذه السياسات والمواقف المتقاطعة للقوى المتنافسة على الحكم وانعكاسها على مستقبل علاقات الكيان مع دول المحيط العربي وما تمثله من خذلان لقوى السلام والاعتدال وتقوية للعناصر الراديكالية والمتطرفة حسب وصفها، فقد حذرت من تدهور العلاقات مع دول عربية وحذرت من التداعيات السلبية لخطة الضم الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة على العلاقات مع العالم العربي واعتبرت» بأن «الضم» يعزز «العناصر الراديكالية، ويقوض المعتدلين، ويهدد التطلعات الإسرائيلية للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات التجارية مع دول عربية»، وأوضحت سيفاتلوفا، العضو السابق بلجنة الخارجية والأمن بالكنيست، أن «كبار السياسيين الإسرائيليين الذين يوشكون على تشكيل حكومة، يعالجون الضم من خلال طرح متى، وليس هل، يعني أن هناك توافقا بينهم على الخطوة، لكن الخلاف على متى..

وأضافت أنه «بما أن عودة الأمور لطبيعتها في المستعمرة قد يستغرق بعض الوقت، والبيت الأبيض مشغول بإدارة أزمة كورونا، والتحضير لانتخابات نوفمبر، فإن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في هذه الأيام، إن تم فعلا، لن يعني تنفيذ الضم على الفور، فقد يتأخر لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعبارة أخرى، لن يحدث ذلك في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة».

وأوضحت أن «العالم العربي حين يتابع تطورات عملية الضم في إسرائيل، لا يميز بين المكون الأيديولوجي والعنصر السياسي، ويراقب تصريحات السياسيين الإسرائيليين بقلق بالغ، ولذلك حذرت الجامعة العربية من تداعيات الضم، وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولة عاجلة من المشاورات الهاتفية مع القادة العرب، لأن السلطة الفلسطينية مقتنعة بأن إسرائيل والبيت الأبيض يمضيان قدما في صفقة القرن».

وتابعت: «بينما تحول انتباه العالم إلى فيروس كورونا، وتنظر رام الله وعمان والقاهرة والرياض إلى الضم باعتباره تهديدا فوريا، فإن خطاب الضم الإسرائيلي يشعل نيران عدم الاستقرار الإقليمي، ويعرض الأمن للخطر.

هكذا يجذف الكيان الصهيوني في سياسته عكس التيار والمناخ السياسي الفلسطيني العربي والدولي ولم يقرأ ما يمكن أن يتمخض عن هذه السياسة المتهورة من رد فعل فلسطيني وعربي ودولي قراءة واقعية، ولم يأخذ في الحسبان جملة المتغيرات التي ستحدثها ازمة كورونا على المنطقة والعالم فهو يسير نحو الهاوية والانفجار.

التعليقات على خبر: الكيان الصهيوني والتجذيف عكس التيار..!

حمل التطبيق الأن